محاولة لدراسة مدى تأثير أخلاقيات الأعمال في أداء المؤسسة الإقتصادية : دراسة حالة "مؤسسات اقتصادية جزائرية"

Abstract

إثر الفضائح المالية والاقتصادية المتتالية لكبرى مؤسسات الأعمال، أثيرت مسألة الأخلاقيات بشكل متكرر. حيث ظهر إلى الساحة الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية موجة تدعو للمطالبة بإدماج الأخلاقيات في مجال الأعمال، مراعاة لمصلحة أطراف متأثرة بنشاطات المؤسسة الاقتصادية، أين كان قد تم استبعاد الانشغالات الأخلاقية من الاقتصاد الحديث، فلقد ظل ولوقت طويل الاهتمام مقصورا على الأداء المالي والاقتصادي للمؤسسة، وذلك بالاهتمام بمصلحة أصحاب المؤسسات (المساهمين) فقط. ومنه، تجددت التساؤلات حول أي أداء هي المؤسسة مسؤولة عنه ؟ وقد أفسحت الإجابة عن هذا السؤال عن رؤية موسعة لمسؤولية مؤسسات الأعمال من اجتماعية وبيئية، هاتين المسؤوليتين اللتين بنيتا على أساس أخلاقي. لذلك، تم قيادة هذه الدراسة باستقصاء تأثير أخلاقيات الأعمال بأبعادها المختلفة في أداء المؤسسة الاقتصادية. حيث تم في جزء أول من الدراسة، تقديم العرض النظري، أين سمح ذلك بتسليط الضوء على متغيرات الدراسة، من خلال تحليل للجانب الأدبي والمفاهيمي لها، ثم تتبع مسيرة الأخلاقيات في مجال الأعمال عبر الزمن، من ثم تم تحليل وبناء العلاقات النظرية بين أخلاقيات الأعمال، وأداء المؤسسة الاقتصادية، والدور الوسيط لمتغير الثقة التنظيمية، أين تم تشكيل فرضيات الدراسة. فيما يلي هذا البناء، تم قيادة دراسة ميدانية لعينة متكونة من 211 عامل ينتمون لست مؤسسات اقتصادية تنشط في قطاعات مختلفة، وقد تم استخدام الاستمارة كأداة جمع البيانات، تكونت من ستة مقاييس : أولا، أخلاقيات الأعمال (المؤسسة، المشرف والعامل) ؛ ثانيا، الثقة التنظيمية (تجاه المؤسسة وتجاه المشرف)، وأخيرا أداء المؤسسة الاقتصادية (من خلال أداء العامل). أين تم عرض نتائج الدراسة واختبار الفرضيات، ويختتم العمل بمناقشة النتائج حول علاقة المتغيرات ببعضها وتطابقها مع بعض الدراسات السابقة. وقد بينت نتائج هذه الدراسة وجود علاقة دالة إحصائيا بين مختلف عناصر أخلاقيات الأعمال (المؤسسة، المسير، العامل) وأداء العامل (باعتماده على أداء المهمة والأداء السياقي) وذلك بدرجات متفاوتة، حيث كانت أخلاقيات العامل لها أكبر تأثير مقارنة بالأبعاد الأخرى لمتغير أخلاقيات الأعمال على أداء العامل، كما ثبت وجود علاقة دالة إحصائيا للمتغير الوسيط الثقة التنظيمية بأخلاقيات الأعمال من جهة وأداء العامل من جهة أخرى، أين أبرزت هذه العلاقة أقوى دلالة من بين المتغيرات الكلية