واقع التعلم التنظيمي في الجامعات الجزائرية : دراسة ميدانية لعينة من جامعات الوسط

Abstract

يعتبر التعلم التنظيمي و المنظمة المتعلمة من المفاهيم الإدارية الحديثة التي أثارت الجدل في الثلاثين سنة الأخيرة، و التي تعتبر من مجالات البحث الخصبة، فالمنظمات اليوم تحاول الاستقلال بنفسها عن العاملين فيها، اعتمادا على فصل كفاءتها عن كفاءة العاملين، وذلك من خلال محاولة احتفاظها بمعارفها، وخبراتها وتجاربها بمعزل عن عمالها، بالإضافة إلى سعيها لتحصيل المعارف والاحتفاظ بها بنفسها، من خلال الذاكرة التنظيمية. والمنظمات اليوم تسعى للتحول الى منظمات متعلمة وداعمة للتعلم، كونه السبيل لتحقيق مزايا تنافسية دائمة، فالتعلم التنظيمي يدعم ويقوي الثقافة التنظيمية، ويسهل التغيير التنظيمي، كما يعتبر من الأساليب الداعمة والمساعدة على التوجه نحو الابتكار، الذي يظل هدفا لكل المنظمات التي تسعى لتحقيق الريادة. والجامعة باعتبارها من المنظمات الساعية لتحقيق الفعالية، وتحسين الأداء، من خلال خلق ودعم المعرفة، والسعي لتشاركها ونشرها بين جميع الأفراد العاملين فيها، لكن مستوى معارفها وخبراتها، يرتبط بالافراد العاملين فيها، وذاكرتها ليست إلا ذاكرة افرادها، مثلها مثل باقي انواع المنظمات، لذا عليها السعي نحو تحقيق التعلم التنظيمي، والسعي نحو التحول الى منظمة متعلمة. وقد هدف هذا البحث الى محاولة معرفة الى أي مدى تتعلم الجامعات الجزائرية، وهل يمكن اعتبارها متبنية ومعتمدة على التعلم التنظيمي، نظرا للمشاكل التي تتخبط فيها، من هجرة للأدمغة، وتسرب للمعرفة، والارتفاع الكبير لتعداد الطلبة بالمقارنة مع الامكانيات المحدودة، غير أن النتيجة التي خلصت اليها الدراسة هي أن الأساتذة في الجامعات الجزائرية لا يتشاركون المعارف فيما بينها، ولا يسعون لتعديل سلوكاتهم، اذن الجامعات الجزائرية لا تتبنى التعلم التنظيمي، وليست منظمات متعلمة، رغم كونها المصدر الأساسي لخلق المعرفة في المجتمع، وعليها التعديل من آلياتها، ونمط قيادتها لتشجع أفرادها على التشارك في المعارف وتحقيق الابداع