الفقر وا نٕعكاساته على التنمیة البشریة في الجزائر

Abstract

یعتبر الغذاء شرطا أساسیا من شروط بقاء الكائن البشري، لكن ذلك البقاء مرهون بدرجة كبیرة جدا بتأمین قضیة الغذاء لفترات محدودة من الزمن، حیث العالم الیوم یواجه مشكلة الجوع وسوء التغذیة منذ سنوات عدیدة، تتفاقم على إثرها ظاهرة الفقر من عقد لآخر، واستمرار الفقر وسوء التغذیة یعتبر أمر لا یمكن قبوله من الناحیة الأخلاقیة والاجتماعیة كما أنه أمر یتعارض مع كرامة الإنسان وحقه في الحیاة وكسبه لنصیب من الدخل لكي یضمن الحیاة الكریمة كما أن استمرار هذه الظاهرة مستقبلا یهدد الأمن الاجتماعي على المستوى الدولي. ورغم الجهود المبذولة والمخططات المعتمدة للحد من الفقر وتوفر الغذاء لكافة أفراد المجتمع وحمایتهم من الجوع وتكافؤ الفرص مع إخوانهم في المجتمع إلا أن عدد الفقراء في العالم یزداد بوتیرة متسارعة لهذا لم تتحقق الآمال التي كانت منتظرة من تلك الجهود العالمیة في مجال تحسین الغذاء وتوفیره والتقلیل من نسبة الفقراء في العالم، رغم الشعارات التي تطلقها المنظمات الدولیة سنویا من خلال المؤتمرات الدولیة التي تعقدها في سبیل التخفیف من حدة الفقر والعمل على توفیر الغذاء لشعوب العالم كما ونوعا إذا بقي العالم مهدد بالانهیار وعدم الاستقرار من جراء الأفواه الجائعة في العالم، وبقیت بشكل خاص البلدان النامیة معرضة لنقص الغذاء وانخفاض مستویات الدخل الفردیة واتساع دائرة الفقر في تلك الدول. ومسؤولیة الفقر على الدول المتقدمة والدول النامیة على حد سواء إذ تعطي الأولویة للتصنیع على حساب القطاع الزراعي مما یزید من تبعیة بلدان العالم الثالث للبلدان المتقدمة في السلع الغذائیة. والفقر یؤثر سلبا على التنمیة البشریة نتیجة ظهور الأمراض خاصة منها الأمراض المزمنة، وزیادة عدد الوفیات من الأطفال وانتشار ظاهرة التقزم لدى الأطفال قبل سن الدراسة، وكل هذا نجده یعرقل عملیة التنمیة ولا یسمح للأفراد بامتلاك قدرات جسمانیة وفكریة تساعد على الوصول بقاطرة التقدم